منتديات راس العيون منتدى تعليمي
االسلام على اشرف المرسلين وعل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اما بعد
لقد تم وبعون الله فتح هذا المنتدى التعليمي فمرحب بكل زائر داعين له بالمعرفة
والنجاح
وائل
منتديات راس العيون منتدى تعليمي
االسلام على اشرف المرسلين وعل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اما بعد
لقد تم وبعون الله فتح هذا المنتدى التعليمي فمرحب بكل زائر داعين له بالمعرفة
والنجاح
وائل
منتديات راس العيون منتدى تعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات راس العيون منتدى تعليمي

منتدى تعليمي ترفيهي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ( السرير الامبراطور )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
achrafsese
نائب المدير
نائب المدير



عدد المساهمات : 202
تاريخ التسجيل : 30/03/2011
العمر : 31
الموقع : ام البواقي

( السرير الامبراطور ) Empty
مُساهمةموضوع: ( السرير الامبراطور )   ( السرير الامبراطور ) I_icon_minitimeالخميس مارس 31, 2011 4:13 pm

كان يجب أن أخوض تلك التجربة مهما كانت الممنوعات ... فأي ممنوعات ستصمد أمام رجل وامرأة لفهما مكان واحد ؟ أي محظورات ستقف أمام جسدين ألهبهما الشوق وتعداد الأيام ؟ أعترف أمامكم وبكل صدق تلك اللحظة بأنني وخطيبي استبقنا موعد الزفاف , واستبقنا كل البروتوكولات التي تعنى بليلة العمر , ورفعنا معاً تلك اللطخة الحمراء ورقصنا بها في طقس هو أقرب إلى الجنون ثم أحرقناها وصلينا على رفاتها صلاة المنتصر ..ثم ضحكنا , وأعدنا تمثيل اللحظة مرات ومرات ..

كان موعد زفافنا يتأجل في كل مرة , ربما هي الظروف التي تحدد ما يجب أن نكون عليه في قابل الأيام , ربما كان طيف الموت يتلاعب بنا كيفما شاء دون أن ندري ..

لو سألني أحدكم: هل أنا نادمة على خوض تلك التجربة ؟ سأجيبكم بكل ما ملأ روحي من فرح , وما غمر قلبي من مرارة بأنني غير نادمة وعلى استعداد أن أخوضها ألف مرة مع حبيبي الذي فتح أمامي دروباً وردية من الكشف والحقيقة ..

بقيت سنة كاملة لا أريد أن أستوعب ما حصل ..إذ كيف يختاره الموت ؟؟ كيف سأعيش من بعده ؟؟والكثير من الكيف ولماذا , ومتى , وأين التي انهالت فوق رأسي دفعة واحدة , كلما لاح طيفه وهو يداعب الأماني والوعود ..

حتى تعرفت على طبيب نفسي كنت أواظب على زيارته بعد وفاة خطيبي .. فقد نصحتني صديقتي بذلك ..

كنت أفتح أمامه أبوابي المغلقة والمواربة غير هياَّبة بما سيقوله عني .. قلت له كل شيء واستثنيت تلك الزاوية التي جمعتني بخطيبي يوماً.. لا أدري لماذا حرصت أن تكون تلك اللحظات ملكي أنا وحدي ..

إلى أن فجر الدكتور قنبلته الضوئية التي أعمت بصيرتي .. معترفاً لي بحبه... فبعد أن لمس صدقي واخلاصي حسب تعبيره , وطيفي لا يفارقه ويلحُّ عليه, ويسرق النوم من عينيه إلى آخره من مفردات كثيرة صبَّها الدكتور في أذني وأنا محتارة ,تتقلبني الدهشة بين ملامح وجهه الطفولية , وتضعني أمام كلمات لست على استعداد كامل لسماعها ..

انخرطت في اعترافاته , حيث لم يترك لي فرصة واحدة كي أقول له ما يجب أن يقال ونسيت أن هناك مشكلة عالقة لم أحلها .. انسقت كالمجنونة وراء التخدير الذي مارسه على أحاسيسي ,وسحر الألفاظ التي ينتقيها ويسكبها في لهفتي , نسيت أو ربما تناسيت أنني وقعت بين فكي كمَّاشة فأي تصرّف غير محسوب سيكون له النتائج المدمّرة ..

حاولت أن أخبره بأمر أخفيه عنه , لكنه رفض أن يسمع أي شيء مني وكأن حدسه يحذره من سماعي ..

إلى أن دخلتُ إلى جنته عروساً بثوب أبيض .. كان البيت قصراً مرمرياً , تتناثر على أرضه الورود والشموع, وترتجف بين ردهاته أنفاس عريسي الذي كان يطوق خصري وهو يدخلني عبر ممرات بيته الكبير , ويشرح لي كيف سنوزع الحجرات , وكم من الأولاد سننجب ..وما هي المزروعات التي يفضلها ,وعن ألوان الستائر المناسبة التي تقبض على الأرواح الشريرة وتطردها خارج البيت .. حتى أنه تكلم عن الأطعمة التي يجب أن أعدها له ..

كان كلما شدني إلى غرفة النوم أسارع للابتعاد بحجج مختلفة .. في نهاية الأمر حملني بين ذراعيه وطار بي ... لاحظ عدم استجابتي لاندفاعه, فابتعد قليلاً, وأشعل لفافة تبغ امتصها بعنف, فانتشرت في الغرفة أدخنة رمادية وكأنها تشكل معه حيرة ما بعدها حيرة ..

قلت له وأنا أشعل لفافة أخرى:

- هناك شيء يجب أن أقوله لك قبل أن نرفع جدران هذا البيت ..

نظر إليّ ثم نكّس رأسه.... قلت دون أن أعد للعشرة كما تفعل أمي مع أبي :

- أنا لست عذراء كما تظن .

صمت طويلاً ثم قال لي بصوت هادئ : احكي كل شيء , أريد أن أعرف التفاصيل كلها ولا أسمح لك أن تسقطي أي حدث مهما كان تافهاً ..

دار حولي , أطفأ النور, وتسرَّب ضوء أحمر شحيح ,يشع من زاوية بعيدة, طلب مني الاستلقاء على السرير , ومهد لي كي أبدأ بالكلام ...

بدأت أسرد أحداث تلك الليلة مثل عجوز تعيد لأيامها المجد الذي أفل ..لم أنس حرفاً واحداً ولا حركة واحدة .. هبت ذكرى خطيبي في المكان, تسرَّب صوته ,وكأنني استحضرته من قبره .. تذكرت كيف قادني إلى البيت الذي كان يعده لحياتنا المقبلة, فتح باب الشقة , تسللنا إلى الداخل مثل غيوم نيسان .. قبلني وكأنه يودع روحه بين شفتي .. قادني إلى السرير .. وانثالت اللحظات زرقاء وخضراء , وصفراء , ثم تساوت الألوان في أبيض غائم .. ثم انبثق دمي فوق مروجه, فأمطرت الغيوم, وبدأ ربيع آخر يعتمر حياتي .. كنت أحكي مثل المنومة مغناطيسياً , وكان زوجي يدور حولي مثل درويش تائه .. لم يطلب مني أن أتوقف .. كنت أنتظر منه أن يأمر بقطع رأسي .. كنت أعدُّ العدة كي أُطرد بعد أن أُسدل الستارة على ذكرى لا تفارقني .. وقف زوجي أمامي .. أحسست بأنه نجح في إفراغي من ذاكرتي,.. توقف كلانا عن الكلام قلت له قبل أن يبدأ صمتي :

- كان بإمكاني أن أتحايل بشتى الوسائل ليس أقلها عملية ترميم للذي ضيعته, ولكنني أؤمن بأن ما حصل كان يجب أن يحصل, ولست ممن يتبرأ من لحظة صادقة.

ردَّ وكأنه يستكمل علاجه :

- خذي نفساً عميقاً , ثم استرخي , وعندما تجدين أن روحك عادت للطيران افتحي المسجل , وارقصي ..

خرج وتركني أعيد هذيانه في رأسي .. تجولتْ نظراتي في أنحاء الغرفة .. تسلل شعور لطيف إلى داخلي .. ركضت إلى المسجلة , أدرت مفتاحها فهب لحن صاخب ملأ المكان ..

كان اللحن محرِّضاً , جذاباً, صارخاً .. وقفت بلا إرادة وبدأ جسدي يستجيب شيئاً فشيئاً للحن المجنون .. وبعد قليل بدأ رقصي يأخذ شكلاً آخر .. هو رقص عنيف يكسر كل ما يصادفه ..

لا أعرف متى دخل زوجي ومتى شاركني رقصي الهستيري .. كل ما أعرفه أن دماغي ممسوح من ذاكرة قديمة لم يعد لها أي مكان في تفكيري ... صاح زوجي في أذني :

- لقد سبق أن قتلت شقيقتي بسبب بلاغ كاذب .. لا أريد أن أرتكب مجزرة أخرى.

كانت الموسيقا صاخبة وصوت زوجي يرسم في أذني حكاية تشبه حكايتي ..

الموسيقا تزمجر وكلمات زوجي تزأر .. تصور لي فتاة جميلة أحبت شاباً , ذهبت معه أو لم تذهب , قبلها أو لم يقبلها , جردها من أثقالها , أو لم يجردها , ثم قُتلت ببلاغ كاذب ..

انتهت الموسيقا .. توقفنا عن الرقص .. هل ما سمعته حقيقة أم أن خيالي صور لي أن ذلك الطبيب المجنون قال أو لم يقل... لا أريد أن أسأل عن أي شيء .. أنا متعبة .. مرهقة .. مفرغة من ذاكرتي ..

تساقطنا فوق السرير منهكين, وعاد زوجي للهمس قائلاً :

- سحقاً لهذا السرير الذي يتوجنا بلحظة , ويخلعنا بلحظة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
( السرير الامبراطور )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات راس العيون منتدى تعليمي :: منتدى الأدب و الشعر :: القصة القصيرة-
انتقل الى: