لأن القلب عبارة عن مضخة فمن الممكن أن تضعف فاعليتها مما يؤدى إلى أن يصبح معدل ضربات القلب أسرع أو أبطأ من الطبيعى, وقد يحدث فى بعض الأحيان أن تمرض عضلة القلب ذاتها فلا تستطيع أن تنقبض بكفاءة كما ينبغى وهو ما يسمى "اعتلال عضلة القلب" Cardiomyopatly.
مشاكل الصمامات
إن عمل صمامات القلب يعد من المسائل الميكانيكية البسيطة حيث إنها تفتح لتسمح بمرور الدم ثم تغلق لمنع رجوعه للخلف مرة أخرى, فإذا ما ازداد سمك الشرفات فإنها تفقد مرونتها الطبيعية.
كيف يعرف المريض أن قلبه فى خطر ؟
إن أهم أعراض مرض القلب هى ألم فى الصدر وصعوبة التنفس وتورم الكاحلين والخفقان, ولكن يجب تحديد طبيعة ألم الصدر الذى ينشأ عن مرض القلب، وكذلك مقدار ضيق التنفس الذى يعتبر طبيعيا ومتى يكون تورم الكاحل طبيعيا وماهى طبيعة الخفقان الذى يحدث كنتيجة لمرض فى القلب بالنسبة لألم الصدر فتستمد عضلة القلب تغذيتها الدموية واحتياجاتها من الأكسجين عن طريق الشرايين التاجية, وهذه الشرايين قد تضيق أو تسد فيؤدى ذلك إلى حرمان الجزء من عضلة القلب الذى يغذيه الشريان المصاب من الحصول على التغذية الدموية الكافية عندئذ يشعر المريض بألم فى صدره.
وإذا ضاق أحد الشرايين التاجية فقد يكون قادرا على تغذية عضلة القلب بمقدار كاف من الدم أثناء الراحة ولكن أثناء المجهود تصبح كمية الدم غير كافية وبالتالى يشعر المريض أنه فى حالة جيدة أثناء الراحة، ولكن إذا تجاوز مجهوده حداً معيناً يبدأ فى الإحساس بالألم فى صدره والمصطلح الطبى لذلك هو "الذبحة الصدرية".
وغالبا ما يشعر مريض الذبحة الصدرية كأن صدره قد طوق بحزام ضاغط وقد يمتد الألم إلى الرقبة وأحيانا إلى الفك أو اللثة، وقد تتأثر الذراع اليسرى أو اليمنى بالألم وقد يشعر المريض بالألم فى الصدر من الخلف أو من الأمام.
كيف يفرق المريض بين ألم أمراض القلب وألم غيرها من الأمراض ؟
فى أحيان أخرى لا يكون ألم الصدر مرتبطا بمرض فى القلب ويشعر المريض بهذا الألم كأنه طعنة سكين، وعادة ما يكون فى الجانب الأيسر من الصدر وقد يمتد إلى الذراع اليسرى ولكنه لا يصل أبداً إلى الرقبة أو الفك, وقد يأتى الألم بعد المجهود ويستمر لمدة نصف ساعة أو لمدة ساعات على الرغم من أن المريض يكون قد استراح, وقد يكون هذا النوع من الألم مرتبطاً بالانفعالات وعادة ما يزول الألم بسرعة بمجرد أن يؤكد الطبيب للمريض أن قلبه سليم.
وقد ينشأ ألم الصدر نتيجة لأمراض أخرى غير القلب وفى هذه الحالة يكون الألم مختلفا تماماً, وأكثر هذه الأمراض شيوعاً هى "الالتهاب البلورى" أى التهاب الغشاء البلورى الذى يغطى الرئتين ويبطن جدار الصدر من الداخل وينتج الالتهاب البلورى فى العادة نتيجة لإصابة الرئة بعدوى الالتهاب الرئوى أو أحياناً بسبب جلطة دموية فى الرئة انسداد رئوى ويصيب الألم الناتج عن التهاب البلورى أحد جانبى الصدر ونادراً ما يصيب الجانبين معا وعادة ما يصيب المريض السعال والذى يزيد من شدة الألم.
وألم الصدر قد تسببه أمراض المرئ وأحيانا يكون من الصعب التمييز بين الألم الناتج عن مرض فى القلب وذلك الناتج عن مرض فى المرئ, وكثيرا ما يكون أساس المشكلة هو شرب محتويات المعدة ورجوعها إلى المرئ.
ماهو لغط القلب ؟
هو ذبذبات صوتية قصيرة تسمع أثناء مسار الدم فى صماماته المختلفة, أو من خلال الشرايين نتيجة لعوامل مرضية بالقلب أو لأمراض غير القلب, كما قد يكون نتيجة لعوامل فسيولوجية لا تحمل أى معنى.
ويمكننا أن نفهم ذلك بتصور مضخة تضخ سائلاً فى أنبوبة متساوية القطر بسرعة مناسبة, فإن هذا السائل يسير دون أن يحدث صوتاً، إذ يسير فى اتجاه واحد وبسرعة متساوية فى مختلف أعماق الأنبوبة, أما لو ضاقت الأنبوبة أو اتسعت فى جزء منها أو ازدادت سرعة السائل زيادة كبيرة, تنشأ من ذلك تيارات جانبية تسبب ذبذبات صوتية يمكن تسجيلها, أو هو هدير يمكن سماعه فى الأذن, وهو ما يعرف باللغط.
هل اللغط مرض قلبى ؟
اللغط الناتج عن ضيق الصمام الميترالى والذى يحدث عند انسياب الدم من الأذين الأيسر الى البطين الأيسر, وأيضا اللغط الناتج عن ضيق الصمام الأورطى, ويحدث عند انقباض البطين الأيسر لدفع الدم إلى الشريان الأورطى, يمكن تسميتهم أمراض، والأطباء كثيراً ما يطلقون على اللغط الموجود فى قلب الأطفال, اللغط الحميد, وغالبا ما تكون أسبابه خوف الطفل من الكشف الطبى الذى يسبب سرعة فى ضربات القلب, وازدياداً فى سرعة سريان الدم فى الشرايين, مما يسبب تيارات جانبية تنشأ عنها ذبذبات صوتية.
كما أن سرعة سريان الدم فى الأطفال خاصية فسيولوجية غير مرضية, حتى مع غياب الخوف, ومن السمات الأخرى لهذا اللغط الحميد حدوثه فى الفترة الأولى من انقباض القلب, وقصره, ونعومته, بعكس اللغط المرضى الذى يتميز بطوله وخشونته, وقد يحس باليد بالإضافة إلى سماعه فى الأذن.
[center]