عندما يموت الحب

الأبطال:شادي+رهام :
10\5\2000 سمعت صرخات طفلٍ قد جاء إلى الحياة ليأخذ النفس الأول
من عطر الدنيا و عبقها ,كانت أمه حبيبة و أبوه عمرو فرحان بأول مولود لهما
بعد زواج سعيد,خرجوا من المستشفى حاملين معهما ابنهما....
نعم , إنه أنا شادي , هذا يوم ولادتي ما الذي أتى بي إلى هنا ؟!
و من اختارني أن أكون شادي لأحبس روحي داخل هذا الجسد المظلم ؟
وضعت في ديارتي و ذهبوا بي إلى البيت , كانت الجموع محتشدةٌ تنتظر رؤية الولد الأول
لعمرو و حبيبة رأوني و سروا بي .
15\5\2000:ولدت ابنة عمي رهام..فرح أبوها و أمها بها (عمي و زوجته )
- نسكن دمشق في بيت عربي مع عمي زيد و أبي عمرو و زوجاتهما و أنا و رهام
كان البيت جميل و في وسطه بحرة كبيرة و غرف كثيرة قرابة
ال 15 غرفة ,كان هذا البيت لجدي الذي ورّث أبناءه هذا البيت و باع عمومي حصتهم و بقي زيد و عمرو
كان يعمل أبي و عمي في معمل للنسيج (بشاكير-مناشف....)
و أمي و زوجة عمي تتساعدان في شؤون المنزل...و أما أنا و رهام فصغار جداً.
23\7\2002:أخذنا صورة تذكارية للعائلة بعد أن أكلنا النابلسية و تمتعنا كنتُ لا أدرك شيئا آنذاك كان عمري سنتان
أتحدث قليلاً كان القدر هو الذي لم يجعلني أنا و رهام أخوين بالرضاعة
-كنت ألعب أنا و رهام في الألعاب التي كان يجلبانها أبي و عمي نتسلى و نمرح ألعاب كثيرة
و طفولة بريئة و مشاعر جريئة و صداقة عميقة و قلب لا يعرف أين يتجه بعواطفه و فم يبتسم للجميع
ينطق بكلماتٍ غير مفهومة !! .
-مرت ثلاث سنين و حان وقت الدخول في المدرسة تسجلنا في مدرسة كان يأخذنا الباص و كان أبانا يوقفانا معهما حتى ي
يأتي الباص و يأخذنا....كنا نتحدث بكلمات طفولية , رفاقها رفاقي و رفاقي رفاقها
كنا في مستوى دراسي عالٍ نحن الإثنان نتنافس على الأولية على المدرسة و كنا على لسان كل طالب شادي و رهام
رهام و شادي..لا نذكر لا نذكر إلا معاً و أهلينا يشجعوننا على الدراسة و يعملون لمزيد من تدريسنا و تفوقنا .
-12\11\2010:صرنا في الصف الرابع و لا نزال نحافظ على الأولية نحن الإثنان .
-5\4\2012:كان لي رفيق في الصف السادس يدعى رائد و قد تفتح ذهنه على أشياء
ليست في عمره فمشينا و قال :لقد أحببت ابنة جارنا إنها لطيفة أنا أحبها و سأتزوجها عندما أكبر أحبك يا لانا !....
قلت:تحبها ؟! قال:نعم الرجال يحبون النساء من تحب أنت ؟
قلت:لا أحب أحد سوى أبي و أمي و عمي و زوجة عمي و رهام..
قال:من رهام ؟! آه ابنة عمك التي معنا في المدرسة !
قلت:أحبها لأنها مثل أختي , قال: بل حبيبتك
قلت: وما أدراني اصمت الآن !
-كانت كلمات رائد لا تنسى و لم تزل من قلبي و اعتقدتها عظيمة (أحبك يا لانا أحبك يا لانا ...)
ماذا يقصد رائد ؟! أي حب ؟!! لا أدري...
-كانت رهام تنظر إليَّ نظرات غريبة لا أدريها لكن بسبب وساوس رائد لعنه الله جعلني أعرف الحب
..جعلني أعرف أن أحب امرأة واحدةً في حياتي بل أنستني حياتي.....
لكنني خجول , لم يضعني أهلي في مسجد فضعت في بيداء الوهم و الباطل
-صرت أحدثها بطريقة غير عادية و كأنني انقلبت شخصا آخر لكنني لم أتراجع عن دراستي...
و لن أتراجع عنها أبداً .
-نرى الشباب في الطريق يلحقون بنات الناس نرى فساداً أخلاقياً في مجتمع قلّ فيه ذكر القرآن
و برامج إعلامية قلّ ما يعرض فيها من فائدة...كلها تفاهة بل حقارة....لم أستوعب شيئاً من هذا إلا في الصف الثامن
و رفاق السوء في المدرسة...و قد انفصلنا عن بعضنا في المدرسة فكان الألم الأكبر و لكنني و الله لم أحبك إلا حبا من قلبي
و ليس مثل شباب هذه الأيام !!!
-يبدو أن رهام لم تحس بهذا أبداً بل كانت منصرفة إلى الأغاني تحسبني أخاها و نتحدث أمور عادية ما كان الحب داخلها
-أحياناً أتخيل أن رهام تحبني كما أحبها لكنها تارة أخرى تحسبني أخاً لها لكنها لا تكرهني لكل منا رفاق و (شلة)
و أبوانا يعملان و أمهاتنا يشفقون علينا فيلبون طلباتنا .
7\1\2015:يوم ألم و حزن و تعب ...ها قد باع عمي زيد حصته و اشترى بيتاً آخر..بعيدا عنا بعض الشيء
بقيت وحدي مع أهلي ..أين أنسي في الليل و النهار؟!! أين حبي الذي طالما دافعت عنه في كل المواقف ؟!!
أين ذهبت يا رهام ؟ تعالي إلى شادي حبيب قلبك , تعالي فإن القلب مشتاقا , تعالي فإن القلب رقراقا,تعالي فإن القلب حزين
و بكاء اليائس يبعث أنين ,أنين حب, أنين شمعة كادت تذوب لتصير ماءً يلدغ الأصابع و أنا الآن غاضب ألدغ كل من حولي
إلا شمعة أخرى تحبني بل تستزيد من عطائي فيعطيها ذاك الماء اللادغ مزيدا من القوة لتحترق و تعطي حبا و ضياءً كبيراً
لن أنسى هذا اليوم ما دمت حياً لن أنسى أن العواطف قد تفترق عن بعضها و الحب ينقسم إلى نصفين يبعدان عن بعضهما بعد بحارٍ و جبال
و صحاري مع أن المسافة قريبة لكنها في قلبي بعيدة ...إلى أين يا رهام ؟!! إلى المجهول
و نمت تلك الليلة أبكي من حزني و اشتياقي .
-صارت الليالي مظلمة و رهام بعيدة عني إنها مجهولة الشخصية لا أعرفها تحبني أم لا ؟ و أتمنى يوما واحداً أن أعرف جواب هذا السؤال !
و ليس أمامي إلا أن أصارحها و هذا صعب فالخجل كبير و إما أن تصارحني و يا ليتها تفعل أنا بانتظار هذا اللقاء و هذه المصارحة
-إن ذكر رهام و ذكاء رهام و جمال رهام و أدب رهام و شجاعة رهام و كرم رهام كان ذكر في العائلة و أنا كذلك و كلما ربطوا اسمي بها سررت و سعدت
و زادني ذلك حبا لها إلا أن القصة الكبرى تكون عندما يذكرون موضوع خطبة رهام...الحمدلله هي ترفض ذلك لأن لها مستقبل زاهر....
-كانت رهام جميلة جداً شعر أشقر و نعومة يدان و بياض أسنان و روعة ملابس و بشاشة وجه وأدب لسان و حسن تعامل و حديث لين و مسايرة الآخرين في آرائهم و لو كانت خاطئة و فهم عميق و فكر ثاقب و نظرة ذكية حادة تحسها بنظرتها أنها تفهم عليك كل أخطائك و أنت لا تعرف من تصرفاتها شيء و لا تُدلي
بأسرارها لأحد لكنها عصرية جداً تلبس ملابس عصرية و تفرد شعرها الأشقر فيزيد مظهرها وجهها إشراقاً فتثير الشباب.....
أين أنا ؟!! هل أنا في دوامة الشباب الذين يلحقونها ...لا أنا أحبها لأنها رهام و قلبي يحبها و ليس شهوتي !!!
ما أفعل بنفسي ؟ كيف أعرف تحبني أم لا ؟!!!!!!!!!!
20\8\2016:جرأتي و حبي جعلني أكتب لها مكتوباً أخبرها فيه بحبي لها كتبت لها فيه
((شادي...العين التي كانت تراكِ كل يوم في الصغر.....القلب الذي طالما هواك في الكبر.....الحب الذي ما ألهاكِ هزَّ الشجر !
...أحبك لأنك القمر .....قمر الدجى.....قلبي طالما نادى و حشرجا.....تحبني لكنها ساذجة؟ ...أم نستني و قلبها ما رجا ؟!
....إنني يا رهام ولهان....إنني يا رهام بستان....عطشٌ لماء حبك فاروي العطشان.....اروي ظمأ محب شمَّ عطر الريحان.....عطر رهام...))
وضعته تحت وسادتها عندما زرناهم....و خرجت فرحاً و لم أنم تلك الليلة لأنها صارت تعرف أنني أحبها...فما جوابها يا ترى ؟!!
-3\9\2016:كان الجواب كما يلي((أما أنا يا شادي فمعتزلةٌ هذه الأمور و ناسية هذه القضايا و أكره كل من يحبني من الشباب (الكذابون)و كفاك هذه المكاتيب
فإنني لا أحبك و كنت أعدّك أخاً أما الآن فلن أعدّك إلا إنساناً عادياً لن أقول وداعاً و إلى اللقاء سأقول <ارحل عني و اتركني>))
لا أدري أهو بكاء حزن ....حقد.....ألم...إنها ليست دموع إنها آلام إنها قطرات شاب أنسته هذه الكلمات معنى الحب فقد هجرت بهذه الرسالة كل الدنيا حتى نفسي
هجرتها و ذرتها تلعب بهواها........
-لم أصدق أن هذا جواب رهام....لقد كنت متأكد أنها تحبني....لكن ما الذي حصل ؟!!!!
20\9\2016:لم ألاحظ تغير شيء فالمعاملة عادية بيني و بين رهام عندما زرناهم و كأنني لم أرسل أي رسالة و أعبر عن أي حب لها.....غريب !!!!
متى سأكسر حاجز الصمت و أخبرها بلساني....لقد اكتشفت أنني جبان...لا بل خجول...لا أدري ما بي ؟؟!!!
5\11\2016مكتوبٌ آخر عسى أن تجيب جواباً يرضيني كتبت :
((شادي...مدَّ لكِ الأيادي....كوني له هادي.....لأبلغ مرادي....أنا طفل فرح.....برؤياك كأنما العيادي....كأنما أمامي قلب شادي....لأني أبكي و لا أدري لم ؟! من بعدك ؟ من حبك؟....أحبيني لأنني محتار....و لن أعتبر أنني سمعت جواباً قاسياً المرّة الماضية......))
20\11\2016:ردت علي رهام((اسمع يا شادي...أنا أعتبرك أخاً لي فالزم حدودك...أنا لا أحبك على أنك صديقي أو حبيبي بل أحبك على أنك أخي تدافع عني
و لا أسمح لك إلا أن تكون أخاً .....رهام ))
كيف ؟!!!!ّ كيف يا رهام أتحكم بعواطفي؟!!! عواطف الإنسان هي التي تتحكم به و تسيره كيفما تشاء و أنا لا أستطيع كتمان حبي لك أريد أن أصرخ ! أنادي !
لكنني جبان أحدث نفسي فقط....و أخشى أن أخجل من نفسي !! لكن الغريب أنها تعاملني و كأن شيئاً لم يكن عند زيارتنا الأخيرة.....
هناك سرٌّ في الموضوع وأنا سأكتشفه !
3\2\2017:بعد مكتوب و ردٍّ قاسٍ تشجعت و ذهبت إلى رهام و حدّثتها: -رهام ! -نعم ! - لماذا هذه الأجوبة القاسية ؟! - أي أجوبة ؟! - أجوبة الرسائل !
-أية رسائل ؟! - لا شيء -توقف يا شادي ,تحدث ! أية رسائل ؟! -آه رسائل على الموبايل أردت أن أرسلها لصديقي فأخطأت و أرسلتها لكم.-لم يصلنا شيء
ماذا تقصد بالأجوبة القاسية ؟! -ألم ترسلوا أجوبة قاسية ؟! -لا - آه صحيح لم أخطئ....
-من الذي رد على الرسائل يا ترى ؟؟؟! عمي أم زوجة عمي رؤى ؟! كيف سأعرف ؟
11\5\2017:خلافٌ كبير بين أبي عمرو و عمي زيد في العمل جعل عمي زيد يأخذ ماله و يرحل خارج البلاد..أخذ معه حبيبتي ...رهام !! إلى أين ؟
حتى أبي لا يدري هل انقطع الحب البعيد.....؟!
-صارت الليالي مظلمة فوق ظلمتها القديمة و خالية من الحب...لقد هجرت الحب... عندما هجرتني......
انقطعت الأخبار و الأمل ضعيف و الحب كبير و يكبر و الغريب...من الذي رد على الرسائل ؟!!!
23\7\2025:بعد أن أديت الفحوص و صرت طبيباً في جراحة القلب كان عليَّ خدمة العلم لم أُرد أن أخدمها بل سأسافر و أدفع مالاً بدل ذلك ......
و في هذا الوقت و صلنا خبر أن عمي زيد يسكن مع عمي مروان في مدريد....و إذا سافرت إلى اسبانيا سوف أضرب ثلاثة عصافير بحجر و احد....
أرى رهام و أعمل طبيباً و أترك خدمة العلم....و فعلاً سافرت...و سكنت فيلا عمي مروان الكبيرة مع عمي زيد........صارت رهام محامية..و صارت تعمل هناك
إلا أن زواجها لم يتم من أحد و أهلها لا يرغمونها و هي ترفض كل عريس لو أعرف ما في بالها أترفضهم لأنها تريدني أم لأنها لا تريد الزواج بالأساس حتى ؟!
أنا حان وقت زواجي أريد أن أستقلّ ....و الحمدلله أن أبي لم يرفض أن أسكن مع عمي زيد..و فتح عمي معمل نسيج في اسبانيا و صار تاجراً كبيراً
-هل أخطبها ؟ لا أعرف إن كانت تحبني أم لا ؟! لا لا ليست خطوة شجاعة...ما أفعل ؟ أعبر لها عن حبي ؟يجب أن أكتشف سر الرسائل أولاً...كيف يا شادي كيف ؟
12\10\2025:أثناء تصفحي أوراقاً وجدتها في بيت عمي رأيت ورقة...أعرف خطها سابقاً......آه نعم إنه خط الرسائل التي أرسلَتها رهام....
ذهبت إلى رهام سألتها : هذا خطك ؟ -قالت : لا إنه خط أمي رؤى. قلت:حسناً......
ذهبت إلى رؤى قلت:هذا خطك ؟ قالت برفض:لا قلت:كيف ؟! رهام قالت لي ذلك ! قالت:هذه ورقة كتبتها زوجة عمك مروان
-ولم تكن زوجة عمي مروان...كانت الورقة تحوي كتابات تجارية فسألت عمي زيد فادّعى بوسوسة من زوجته أنها لأحد التجار....لكنني لم أقتنع !!....
26\4\2027:جاء أهلي إلى مدريد و فاجئا عمي زيد ليتقدمان لخطبة رهام....نظرات رهام غامضة لم أفهم عليها شيء
قلقت أم رهام كثيراً و رفضت رفضاً قاطعاً لكننا لم نعرف السبب و نسألها فتحتج بأنها تريد لابنتها رجلاً في الثلاثينات ليكبرها فلا تتمادى !
-واقتنع عمي زيد....اللهم اجعله رجلاً كما جعلت شباب العلكة الأوروبية رجالاً!!...لا أدري ما الذي حدث....
تشجعت بصوتٍ عالٍ و ما رأيك يا رهام ؟! قالت:أنا احترمك يا شادي لكنني لا أعصي أمر والديّ........
-خاب أملي و أيقنت أنني لن أتزوج رهام و بغضت على عمي و زوجته رؤى و كرهتهما لكن اللغز عند رؤى ما الذي يحدث ؟!
8\6\2027:مشينا في الطريق مع عائلة عمي نذهب سيراناً فإذا برهام تنادي رأسي ! و تقع أرضاً غائبةً عن الوعي....رهام ما الذي يحدث ؟!
استيقظي ! لا تجيب ! قال أبي:أنا سآخذها...عمي:لا أنا سآخذها مع زوجتي اذهب إلى منزلك و أنا سأتصل بك و أخبرك ما حدث....عدنا إلى البيت
عدنا إلى البيت اتصل عمي بعد ساعة و أخبرنا أن رهام قد تسممت بسبب طعام البارحة الذي اشتروه من المطعم و أخبرنا أنها بخير
و حسب معلوماتي الطبية هذه ليست أعراض التسمم ! فما الذي يحدث ؟!!
-صارت رهام لا تذهب مع أهلها أينما ذهبوا ولم نعد نراها بحجة أنها تعمل أو تدرس....
10\2\2028:بدأت أحس بأنني سأضيع إن لم أتزوج و لم أعد أعرف ماذا أفعل ؟ و لم أنسى رهام بعد و لا أعرف شيئاً
5\4\2028:اتصلت بي زوجة عمي رؤى و دعتني إلى الغذاء في مطعم ((تعال كول)) وحدنا.....استغربت لكني لبيت طلبها و ذهبت و رأيتها
-حضرت و قالت:اسمعني جيداً سأخبرك أمراً عليك أن لا تقوله لأحد أبداً....-و ما هو ؟!
قالت:أنا التي رددتُ على رسائلك يا شادي....لقد كنت قاسيةً معك لكنني أردت إبعادك عنها نهائياً
أتظنّ أني لا ألاحظ نظراتك إليها عندما تراها ..متأسفةٌ جداً كنت قاسية عندما جئت لخطبتها....تعرف لماذا؟!
يا شادي أنا لست ضدك أنا معك لقد علمت منذ كان عمر رهام أنها مصابة بسرطان الرأس و أتعجب كيف تنجح و حتى الآن لم تمت ؟!
لكنها الآن في وضع خطير أرجوا أن تتفهم وضعي يا شادي ....نبكي طوال النهار و هي لا تدري لماذا ؟!
لا تدري الألم تظن أن ما هي مريضة به هو التسمم و بدأت تحسّ بخطر مرضها و تشكّ بأنه تسمم
قلت:هل تسمحين لي بفحصها يا رؤى ؟!! قالت:نعم و لكن لا تجعلها تشعر بمرضها قلت : حسناً
مشيت أبكي في الطريق و لا أدري ما الذي حصل ؟! إنها دموع الحزن و الفاجعة و كيف يلتقي الحب و الموت ؟!!
نعم يلتقيان الحب هو الموت....أنا أحبك لأنك رهام ....لأنك قلبي و هذا الألم الذي تحسين به هو ألم في قلبي و روحي......
أنا قادم يا رهام لأراكِ....أرى وجه الضياء....وجه النور و المحبة......
10\4\2028:ثمانٍ و عشرون ربيعاً لقد ظهرت علامات المرض على وجهها أخفت هذا العمر الوردي....هذا ما رأيته في وجهها عندما
دخلت لأفحصها لقد تضخّم رأسها و بات وجهها أصفراً لم أتأفف و أبتعد بل اقتربت بحنية و أمسكت رأسها.....لم أستطع تقبيله.......
الحياء....الحمدلله على هذه النعمة.......المرض......الحمد لله على الصحة.......العلم....الحمد لله على العلم......
لقد تعجبت من نفسي كيف ذكرت الله مع أنني قلما أذكره !! هداني الله..........
كان المرض قد انتشر و لم نعد نستطيع إزالته....هداك الله يا رؤى كان عليك أن تعالجيها...تعالجي قلبي الذي بات بين الحياة و الموت....بين الحب و النسيان
بين أن أكون أحب رهام و أن أنساها كانت تبتسم لي.....لماذا؟!! بسمات ماذا هذه ؟!!
قالت:أين أمي ؟! قلت:ذهبت لتشتري لك الحبوب الدوائية قالت:رأسي يؤلمني جداً يا شادي قلت:وقلبي أيضاً
قالت:ماذا؟! قلت:سيسكن ألم رأسك و يزول الألم إن شاء الله تعالى و ستتعافين من التسمم....
قالت:رأسي يؤلمني يا شادي......بدأت تصرخ بصوتٍ عالٍ أرجوك تتخبّط و تصرخ صرخاتها عالية تأخذ من قلبي حباً و دماً و شجاعة
بدأت أخاف ما الذي يحدث ؟! .....لقد نسيت أنني طبيب.....لم أتذكر سوى أنني محبّ يرى حبيبته ....تموت...أقصد تتألم
قلت:اهدئي يا رهام اهدئي !!.....تصرخ و تصرخ و تقول هذا ليس تسمم هذا سرطان نعم سرطان !!
قلت:وما أدراكِ ؟! قالت:إنهم قادمون و لا فائدة يا شادي.....لم أفهم ما قالت ما تقول رهام ؟!! من هم ؟!.....صرخت:رهام ما بكِ ؟!!!!!!!!
أجيبي رهام !! رهام !!!!.......لم تجب....مرّت نسمة باردة أرعشت جسدي....ناديت بصوت خافت باكٍ:رهام رهام...أرجوك أجيبي...
أغمضت لها عينيها ....و نظرت إليها تأملها و أنا أبكي...يا الله لقد كنّا في نفس الغرفة ...غرفة واحدة و ملك الموت أخذها ليته أخذني و أراحني
....أعاهد نفسي و الله أنني سأتوب إليه و لن أنساكِ أبداً.......نظرتُ إليها بحسرة و ألم و ابتسمت
و قلت:أنا أحبكِ يا رهام فهل أنت تحبيني ؟........لا أدري........

انتهت في 9\6\2008
و السلام عليكم

شكراااااااااااااااااااااااا

عن جد هائل .......................................

جميل شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا