"هي جميلة.. بيضاء.. ممشوقة القوام.. مستوى اجتماعي ومالي جيد.. تقبل رجلا فوق الـ35.. لا مانع من وجود أطفال.. تقبل أن تكون زوجة ثانية".. "هو مطلق.. له 4 أولاد.. 45 عامًا.. متيسر ماليا.. يرغب في الارتباط بآنسة جميلة تقدس الحياة الزوجية.. متدينة"..
السطور السابقة مجرد اقتباس لبعض المواصفات أضافها رجل وامرأة على أحد مواقع التزويج على الإنترنت، يدشنان من خلالها رحلة البحث عن شريك الحياة في وسيط الإنترنت، ربما كخيار أخير بعدما استنفدا الطرق العادية في الزواج، أو لأسباب أخرى.
وربما تتميز شخصيات مستخدمي هذه الآلية في الزواج بحالة من القصور في التواصل الاجتماعي على أرض الواقع، أو يجتمع عليها عدد من الظروف التي تجعلها تقدم تنازلات في تصورها المثالي للزواج؛ كتقدم العمر، أو المرور بتجربة سابقة فاشلة على سبيل المثال، فضلا عن وجود قسم من مستخدمي هذه الخدمة يهدفون في الأساس إلى التسلية والتلاعب بقلوب أطراف أخرى.
لكن الشيء المؤكد أن الحالة العامة لمستخدمي هذه المواقع تتسم بالهشاشة؛ بسبب الخوف الشديد من فوات قطار الزواج وعدم اللحاق به، وهذا ربما يؤثر على اختياراته لشريك الحياة المناسب، أو حتى في ذهابه بداية لمقدم خدمة دون غيره دون الاستناد على أسس موضوعية.
مجرد فرصة
يشير بعض المتخصصين في علم النفس والعلاقات الأسرية إلى أن "التعارف عن طريق الاتصال الإلكتروني إذا كان بقصد الزواج، وتخلله التعارف الحقيقي عن طريق الرؤية الشرعية للتعرف على أهل الفتاة وأهل الشاب فهو صحيح، وسيصب في مصلحة الزوجين، أما إذا تم دون الرجوع إلى الطريقة التقليدية فسيقود لا محالة إلى الطلاق، أو على الأقل لمشاكل أسرية لا تحمد عقباها.
وبحسب هؤلاء المتخصصين، تعد "الخطبة الإلكترونية" مجرد فرصة لمعرفة متطلبات الشاب والفتاة، خاصة أن كل شاب أصبح الآن مستقلا بذاته، ويريد أن يبحث عن شريكة حياته بمفرده في ظل توفر المعلومات وسهولة التواصل، واعتقاده أن الطرق القديمة التي تعتمد على البحث عن العروس عن طريق الأهل تعتبر من وجهة نظر الشباب والفتيات "تقاليد بالية"؛ ومن ثم فإن النتائج التي سيحصلون عليها ستكون خاطئة.
هنا يثور سؤال: إذا كانت مواقع الزواج تفتح أبوابها للجادين والراغبين فعلا للزواج، فما الفارق بينها وبين الزواج التقليدي الذي يتم باللقاء والقبول، ثم تقدم الرجل لولي الفتاة ليخطبها، ثم توالي الخطوات الطبيعية حتى إتمام الزواج؟
الفارق الوحيد هنا هو طريقة التعارف الأولى التي لن تتم إلا عبر هذه الوسيلة، فإذا كانت النية فعلا صادقة وتم التعارف والتوافق من حيث الظروف والمواصفات، فمن البداية لابد أن ينتقل هذا التعارف من عالم الخيال إلى أرض الواقع، وهذا أول إثبات لجديته، ثم يسير على خطى الزواج التقليدي، وهذه هي الطريقة المثلى للاستفادة من خير هذه المواقع.
أما إذا تم التعارف ثم ارتضى طرفاه الاحتفاظ بهذه العلاقة افتراضيا لفترة، حتى إن كانت النية صالحة والهدف واضحا، فإنهما كمن يحوم حول الشبهات، لتفتح العلاقة على كل الاحتمالات طيبها وسيئها.
الوصايا العشر
قد يبدأ الاتصال بهدف الزواج ثم تتوالى الأحاديث بهدف تعميق التعارف، وهذا التعميق جدير بأن يفتح بابًا يصعب إغلاقه، أو حتى الغربة في إغلاقه؛ لذلك لابد أن تراعي مواقع الزواج الموثوقة عبر الإنترنت والقائمون عليها عدة اعتبارات، والتي إن وجدت يمكن للشاب أن يعتمد على هذه المواقع بالطريقة التي تحدثنا عنها سابقًا، ومن هذه الاعتبارات:
أن يتمتع الموقع مقدم الخدمة بالثقة والسمعة الطيبة.
وضع بيان بشروط استخدام الخدمة وسياسة الخصوصية يلتزم الأعضاء بالموافقة عليها أولا والالتزام بما فيها.
تخصيص مساحات بالنصائح والبروتوكولات التي ينبغي أن تقوم عليها كل زيجة صالحة وصحيحة.
عرض مساحة لتجارب وآراء مستخدمين سابقين للخدمة فيما يقدمه الموقع، وعدم الاقتصار على التجارب الناجحة فقط.
عدم إتاحة وسائل الاتصال المباشر بين المستخدمين، ويكفي تمكين كل مستخدم من إبداء رأيه في ملف طرف ما، ومن ثم تنقل إدارة الموقع هذا الاهتمام للطرف الآخر، وتتولى هي عملية التواصل بينهما.
مراقبة ملفات الأعضاء، ومراجعة منطقيتها قبل عرضها "أون لاين".
تحديد خانات أساسية لابد لكل مشترك أن يملأها قبل تفعيل ملفه، مثل: العمر- الجنسية- الإقامة- الديانة- الدرجة العلمية- المهنة- الدخل- وصف الملامح- صورة شخصية- تفضيلاته- نبذة عنه... إلخ.
تنقية دورية لملفات الأعضاء بعد التواصل معهم لمعرفة وضعهم الاجتماعي الحالي؛ حتى لا تتسبب الطلبات القديمة في حالة من العرض الوهمي وخداع بقية المستخدمين.
بيان مسئولية كل طرف في اختياراته، بعد التأكد من جديته في مسألة الزواج.
فصل خدمة التزويج على الموقع عن خدمات التعارف وتكوين الصداقات إن كان يقوم بتقديم هذه الخدمة.
الأربعاء يونيو 08, 2011 1:46 pm
