الحديقة السرية على 12:00
وهي الحديقه السريه
القصه:
من أشهر روايات فرنسيس بيرنيت «الحديقة السرية» The secret garden التي تحولت إلى فيلم سينمائي للأطفال، وفيه تحدثت عن الطفلة ماري لينوكس التي ولدت في الهند من أبوين انجليزيين، كانت أمها جميلة للغاية، ولكن ماري كانت تحت رعاية الخدم على الدوام، ولم يكن لديها حتى فرصة حب والديها اللذين كانا منشغلين عنها. وعندما بلغت ماري سنتها التاسعة كانت فتاة أنانية خشنة الطباع لا تحب أحدا، ولا أحدٌ يحبها. وفي تلك الفترة تفشى مرض خطير أودى بحياة والديها وبعض الخدم، بينما فرَّ ما تبقى من الخدم الآخرين، وبقيت ماري وحيدة.
كان على ماري أن تعود إلى بريطانيا والعيش مع خالها الأحدب أرشيبولد كرافن الذي يقطن منطقة يوركشاير في شمال انجلترا، وفي بيت قديم يرجع بناؤه إلى 600 سنة ويضم 100 غرفة، معظمها مقفل، تحيط بالمنزل منطقة واسعة من الحدائق والأشجار، وهو الآن يعيش وحيدا غريب الأطوار بعد وفاة زوجته التي أسعدته في حياتها، ذلك ما فهمته ماري من السيدة مدلوك خادمة خالها السيد كرافن بعد أن استقبلتها في لندن.
تعرفت ماري في بيت خالها على الخادمة مارتا التي حدثتها عن شقيقها الصغير ديكون والمسكن وحدائقه والبراري المحيطة به، كما حدثتها عن الحديقة المغلقة منذ وفاة زوجة خالها قبل عشر سنوات لأنها كانت الحديقة المفضلة لها. وسرعان ما تولد فضول لدى ماري لرؤية الحديقة السرية!
تجولت ماري في حدائق المسكن وقد سيطر عليها الفضول، وعندما وجدت أشجارا تبدو أغصانها من فوق أحد الحيطان، حيث يقف عصفور بريش أحمر يغّرد وكأنه يدعوها شعرت بمحبة له. بحثت عن باب للدخول فلم تعثر على شيء، استنجدت بالبستاني العجوز الذي يعتني بالحديقة المفتوحة وقد استغرب طلبها، وسرعان ما حدث شيء مفاجيء بالنسبة لماري،
إذ أن البستاني بعد أن نظر باتجاه الحديقة السرية أطلق صوتا ناعما رقيقا وسرعان ما حطّ العصفور الذي أحبته إلى جوارهما وداعبه البستاني قائلا: أين كنت يا صغيري؟ لم أرك اليوم أبداً! تحدث البستاني إلى الطائر وكأنه طفل صغير، ثم أخبر البستاني ماري أن اسم هذا الطائر هو «أبو الحناء» وأضاف: حين كان صغيراً توفيت أمه وبقي وحيداًً! وهو الأمر الذي حدا بماري إلى الاقتراب من الطائر ومخاطبته: إني وحيدة أيضاً.
تعلقت ماري بأبي الحناء ، الذي كان يبادلها الحب والتغريد كلما حادثته. وحاولت أن تجاري تغريده بالغناء مرددة: أحبك. أحبك. وعندما طار باتجاه الحديقة السرية تمنت ماري الطيران مثله لكي تشاهد الحديقة السرية، وقد فكرت بها طويلاً. وتساءلت لماذا هي مسورة هكذا ومغلقة، وعندما ألحت بالسؤال أخبرتها الخادمة مارتا أن زوجة خالها كانت تحب الحديقة وتعتني بها مع خالها، وقد إعتادت زوجة خالها أن تتسلق شجرة فيها وتجلس عليها طويلا، ولكنها سقطت بعد تكسر أحد أغصانها وماتت في اليوم التالي مما جعل خالها يحزن طويلا ويغلق الحديقة.
وبينما كانت ماري تلعب بالحبل الذي أحضرته لها مارتا من منزلها في عطلتها الأخيرة عثرت على مفتاح غريب احتفظت به، وفي اليوم التالي أزاحت الريح بعض النباتات جانبا وظهر باب خلفها أثار فضولها، ولما أدارت فيه المفتاح تمكنت من فتحه بصعوبة، وسرعان ما وجدت نفسها داخل الحديقة السرية التي بدت وكأنها جزء من قصة خرافية بحيث لم تدرك من أول وهلة ما إذا كانت الحديقة حية أم ميتة، حدث كل ذلك في الوقت الذي كان يتبعها ابو الحناء من فوق الاشجار.
استطاعت ماري الحصول على مجرفة بمساعدة ديكون شقيق مارتا لاستخدامها في العناية بالحديقة السرية، وبعد أن أطلعت ديكون على السر تعاونا معا لاحياء الحديقة وزراعة بعض البذور، كان عملا شاقا أحبته ماري التي بدأت تحب الآخرين من حولها وفي مقدمتهم ديكون الذي عاش في البراري وتعرفه جميع الحيوانات والطيور.
كان على ماري أن ترى خالها قبل أن يرحل لمدة طويلة، سمعت عنه أشياء عديدة وخشيت ألا يحبها أو تحبه. كان لقاؤهما قصيرا، طلبت فيه ماري من خالها أن تكون لها قطعة صغيرة من الأرض لتزرعها كحديقة، لم يُبدِ خالها إعتراضا على ذلك ولكنه أبدى استغرابا، لذلك حدّثت نفسها: إنه رجل لطيف حقا، لكنه يبدو حزينا. يا للسيد كرافن المسكين. سمعت ماري بكاءً في الليل، تتبعت مصدر الصوت وفتحت باب الغرفة التي ينبعث منها الصوت فوجدت ولدا في العاشرة من عمره، وبعد محاورته علمت أن اسمه كولن وأنه ابن خالها، ولكنه كان مريضا، يتحرك على مقعد ذي عجلات ويعتقد أنه سيصبح أحدبا وربما لن يعيش طويلا بعد أن بنى تلك الأوهام في رأسه عمه الدكتور كرافن، تلك الأوهام التي لا تستند إلى أساس، وقد اختلقها أملا في التخلص من أخيه وإبنه ليرث عنهما مقاطعة «ميسلويت مانور» ولم تمضِ فترة طويلة حتى كانت ماري وكولن في غاية الانسجام بعد أن أخبرته بسر الحديقة السرية، واتفقا على أن تكون مارتا هي الوسيط لمواعيد مقابلاتهما في المستقبل.
استطاعت ماري بالتعاون مع ديكون فك عزلة ابن خالها كولن، وادخاله سراً إلى الحديقة السرية. فرح كولن في ذلك اليوم الربيعي وهتف: أريد أن أنمو مع الحديقة. ولكن ذلك اليوم لم ينته حتى عثر عليهم البستاني بن وذيرستاف، دهش أول الأمر، وبعد أن عرف الحقيقة تعاطف كثيرا مع كولن لأنه لم يكن أحدب الظهر، حيث استطاع كولن وأمام الجميع أن يقف باستقامة على قدميه، ولم يبدُ أنه أحدب مما أفرح الجميع خاصة بعد أن التقط المجرفة وراح يعمل بها.
لم تعد ماري تفكر في نفسها فقط، وأصبحت فتاة تختلف عما كانت عليه وهي في الهند، وكذلك كولن لم يعد يفكر في مرضه وحدبته وحزنه، فهو قد تعافى. وهكذا انتظر الجميع عودة الأب كرافن ليفاجئوه بسعادتهم وعودة الحياة إلى الحديقة السرية، وهو الأمر الذي أسعد كرافن أيضا، وخصوصا شفاء وسعادة إبنه.